حلوة المبسم [[مــ ــشـــــرفــة]]
عدد المساهمات : 1025 نقاط : 12823 أًٍُلًٍتقًٍييمًٍ : 113 تاريخ التسجيل : 25/06/2012
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
| موضوع: قصة عن ابرهة الحبشي.... الأربعاء أغسطس 29, 2012 11:58 am | |
| يحدثنا القران الكريم في سورة الفيل عن قصة أبرهة ويقول :
{ ألم ترَ كيفَ فعلَ ربّكَ بأصحابِ الفيل * ألم يجعل كيدَهم في تضليلٍ * وأرسلَ عليهم طيراً أبابيل * ترميهِم بحجارةٍ من سجيل * فجعلهم كَعَصف مّأكول } . كانت المسيحية في الماضي قد انتشرت في اليمن ، وكان يحكمها والٍ من قبل المسيحيين واسمه أبرهة بن الصباح الاشرم جدّ النجاشي المعاصر للنبي الاكرم (ص) الذي اسلم على يد جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه . وقد بنى أبرهة كنيسة في غاية الروعة والعظمة في اليمن ولعله لم يكن لها نظير في ذلك العصر ، وكان أبرهة شديد التعلق بهذه الكنيسة ، وفجأة قام البعض باحراقها ليلا وتحويلها الى رماد ، فتألم أبرهة كثيرا لهذه الواقعة ، وأخذ يبحث عن العناصر التي تقف وراء هذا الحادث .
واخيرا توصل الى هذه النتيجة ، وهي انّ المشركين العرب في مكة ربما لهم يد في هذا الحادث ، ولذلك جهز جيشا كبيرا وتوجه الى مكة بقصد هدم الكعبة للانتقام من المشركين في مكة ، وعندما وصل جيش أبرهة على مقربة من مكة وشاهد اهالي مكة ذلك الجيش العظيم فزعوا بشدة وامتلكهم الخوف والرعب ، لانه اولا : إن المشركين لم يزوا جيشا من الفيلة قبل ذلك ، وثانيا : لم يشاهدوا جيشا بتلك العظمة والشدة في ذلك الوقت .
وعندما اقترب أبرهة من جبال مكة توقف قليلا وارسل رسولا لياتي بزعيم مكة اليه ، وكان عبد المطلب جد النبي الاكرم (ص) في ذلك الوقت كبير مكة ، فجاء الى ابرهة ، فلما رأى معالم العظمة والعّزة على ملامح عبد المطلب نزل من مركبه واخذ بيد عبد المطلب وجلسا سويا ، ثم اخبره بسب قدومه مع هذا الجيش الكبير الى مكة ، وقال : ماذا تطلب مني ؟
فقال له عبد المطلب : " إنّي أنا ربّ الإبل ، وإنّ للبيت ربّا سيمنعه عليك "
وهكذا عاد عبد المطلب الى مكة وأمر الناس بالتوجه الى الجبال المحيطة بمكة واللجوء اليها مع ماشيتهم ، فتقدم جيش ابرهة باتجاه الكعبة قاصدا هدمها ، وفجأة شاهد الجنود الذين يركبون الفيلة سحابا من بعيد يتوجه نحوهم من جهة البحر الاحمر ، وعند اقتراب السحاب شاهدوا طيورا صغارا كل واحد منها يحمل ثلاثة أحجار صغيرة بمقدار الحمصة ، احدها في منقاره والحجران الآخران بقدميه ، فلم يرسل الله تعالى في مقابل الجيش العظيم المجهّز بالفيلة ، جيشا اعظم منه بل بعث عليهم هذه الطيور الصغار لمهاجمتهم والتصدي لهم ، فكل طير منها مأمور بقتل ثلاثة جنود من جيش أبرهة ، فهلك جميع افراد جيش أبرهة ولم يسلم منهم سوى نفر واحد عاد مسرعا الى اليمن ليخبرهم عمّا حلّ بجيش ابرهة من الهلاك والدمار والفضيحة .
ان هذه القصة تتضمن الكثير من الدروس والعبر وتحذر الانسان من الغرور الذي ربّما يشعر به في حال القدرة والقوة ، وتقول له انك مهما بلغت من القوة ومهما تمكنت من مقاومة التحديات وتحمّل الشدائد فإنّك لا تستطيع فعل اي شيء في مقابل مشيئة الله تعالى ، فالله تعالى يستطيع ان يأمر الارض بان تتحرك وتهتز قليلا وبذلك يحلّ الهلاك والدمار في مدن باكملها خلال ثواني معدودة ، او يسلط تسونامي مدمر ، او اعصارا يغرق مدينة كاملة تحت مياه المحيط كاعصار كاترينا وتقف الحكومات عاجزة تماما عن المقاومة . أجل ، ليس أبرهة وجيشه قبل ما يقارب 1500 سنة كانوا عاجزين عن المقاومة ، بل انّ الانسان المعاصر على رغم التقدم العلمي المدهش والتطور الصناعي المذهل فانّه يقف عاجزا امام القدرة الالهيّة .
| |
|