حين تعشق بعدي

حين تعشق بعدي ستشرق عيناي من عينيها في عينيك وسيتحدث لسانها بصوتي وستمطر ضفائرها عطري عليك وستقول لها
أحبك آلاف المرات وستراقصها بكل الجنون الذي لديك ..فإذا ماعدت آخر الليل وإعترضك طيفي ولوح الحنين بيديه إليك إتكأت على أقرب جدار وناديتني وبكيت ثم بكيت ...
وحين تعشق بعدي ستبحث عن فتاة تشبهني وستناديها باسمي وتهديها عطري و تنتقي لها حرائري وتختار لها تسريحة شعري
وستحاول جاهدا أن تجعلها أنا ...و ستحدثها عني كثيرا .. عن رسائلي ملامحي عن صفاتي عن عيوبي عن جنوني عن
... وأبدا لن تكون حبيبتك المستنسخة هي أنا ...
وحين تعشق بعدي ستحاول أن تكون إنسانا جديدا وستحلم وتحب من جديد و ستتلهف وتغار من جديد وستنزف القصائد وترسم الوعود الجميلة من جديد ... فإذا ما إنتهت بهجة الجديد عدت إلى وسادتك الخالية تجهش كالطفل اليتيم على صدر أيامي ..وتفتح دفتر حكايتنا ... وتعيد القراءة من جديد...
وحين تعشق بعدي ... ستجرب طعم المساءات الباردة وطعم الحوارات التافهة وطعم الكتابات الميتة ..و الحكايات الفاشلة و ستحاول كثيرا كثيرا أن تنساني وتكرهني و ستفشل برغم جهد المحاولة .. وستكشف بعد كل حكاية ... أن كل أنثى هي أنثى و أني وحدي من النساء قافلة ...
وحين تعشق بعد ... ستفتح حقائب قصائدك الجميلة وستسافر إلى الجزيرة البعيدة وستحفر آبار أحلامك المستحيلة وستحلم
بالأميرة الجديدة ... وستطرق أبواب الكون عنها وستكشف عند الباب الأخير الأنثى الوحيدة ...
وحين تعشق بعدي ... ستسير معها فوق شاطيء البحر يدك في يدها ... تتقاسمان الوعود الأبدية و سترسم لك من الحب عصافير خضراء وستلون اللهفة مدينة وردية فإذا ماحل الغروب وحولت عينيها بشوق إليك سافرت عيناك أنت بالشوق إلي
وستموت حبيبتك فوق الشاطيء كالأمواج ... كالرمال ... كالأوهام حين تكتشف أن قلبك العزيز لدي..
وحين تعشق بعدي ... ستهديها شمس النهار وحكايات الليل و أشعار المساء وطفلا كان يوما ما طفلي أرضعته أحلام العمر
و أضعته حين عز اللقاء ... وستمد يدك لتلاعب شعرها وستراقص الأخرى خصرها تحت الأضواء ... وستخنقك يد المساء
بعدي وستودعها حين تكتشف أنك نسيت في نفسي الهواء ...
و حين تعشق بعدي ... ستغني لها كل الأغاني التي كنت أحبها وستهديها فيروز و أغنية " على البال ... " و حين يضج
المكان بالصوت العذب مرددا " على البال ... " ستقطع من عينيها تذاكر الرحيل .. وتستأذنها وترحل بطيفي إلى أقصى مدن
الخيال فإذا ما أصبحنا أنا و أنت و الصدق ثالثنا ... رددت لي وحدي " على البال ... "
وحين تعشق بعدي ... و ستعشق بعدي ... و سأ لتقيك يوما و امرأة جميلة بصحبتك ... ستشق صدر الزحام إلى حين تراني
وتنحر من أجلي ضحيتك ... و ستناديني بصوت اللهفة ... فأنا يا حبيبها الذي كان حبيبي ما زلت حبيبتك