قفري مغترب [[المَِرَِأَِقًٍــًٍـبًٍ الًٍـعًٍـــًٍـأًٍم]]
الجنس : الابراج : الأبراج الصينية : عدد المساهمات : 730 نقاط : 10826 أًٍُلًٍتقًٍييمًٍ : 64 تاريخ التسجيل : 24/12/2011
| موضوع: فوائد السفر ومساوئ الاغتراب الثلاثاء يناير 24, 2012 7:24 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة الى جميع المغتربين ..........................
السّفر أحد أسباب المعاش التي بها قوامه ونظامه، لأن الله تعالىلم يجمع منافع الدنيا في أرض بل فرقها، وأحوج بعضها إلى بعض، ومن فضله أن صاحبه يرىمن عجائب الأمصار وبدائع الأقطار ومحاسن الآثار ما يزيده علماً ويفيده فهماً بقدرةالله عزَّ وجلَّ وحكمته، ويدعوه إلى شكر نعمته، ويسمع العجائب ويكسب التجارب ويفتحالمذاهب ويجلب المكاسب ويشدّ الأبدان وينشط الكسلان ويسلي الأحزان ويطرد الأسقامويشهي الطعام ويحط سَوْرة الكِبْر، ويبعث على طلب الذِكْر. وقد مدح الله تعالىالمسافرين فقال سبحانه: {وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنفَضْلِ اللَّهِ}(20) (سورة المزمل)، كما أمر جلّ اسمه بالسفر فقال: {فَانتَشِرُوافِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ} (10) سورة الجمعة، وقال جلّ وعلا: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَاوَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } (15) سورة الملك. يقول أبومنصور الثعالبي في كتابه (اللطائف والظرائف) في الخبر: سافروا تغنمواوتصحوا. وورد: ابن آدم جدّد سفراً أجدّد لك رزقاً. قال ابن المعتز: أشقى منالمسافر إلى الأمل مَنْ قعد في الناس عن العمل. قال أحد الشعراء:
فَسِرْفي بلاد الله والتمس الغنى تعِشْ ذا يسارٍ أو تموت فتعذرا ولا ترضى من عيشبدَّين ولا تنم وكيف ينام الليل من كان معسرا
وقال آخر:
ليسارتحالُك تزداد الغنى سفراً بل المقام على بؤس هو السّفرُ
وقال حاتمطيء:
إذا لزم الناسُ البيوتَ رأيتهم عماةً عن الأخبار خُرْقالمكاسب
جاء في المبهج للثعالبي: مَنْ آثر السفر على القعود، فلا يبعد أنيعود مورق العود. وقيل: ربما أسفر السفر عن النظر، وتعذرّ في الوطن الوطر. وجاءفي المحاسن والمساوئ للبيهقي: اطلبوا الرزق في البُعْد فإنكم إن لم تكسبوا مالاًغنتم عقلاً كثيراً. مدح أعرابي رجلاً فقال: خرّجته الغُرْبة ودربته التجربةوضرسته النوائب. وقيل لأحدهم: ما العيش؟ فقال: دوران البلدان ولقاءالإخوان. وجاء في كتاب اللطائف والظرائف لأبي نصر المقدسي: ليس بينك وبين بلدكنسب، فخير البلاد ما حملك وجملك. وقيل: اهجر وطنك إذا نبتْ عنه نفسك، وأوحش أهلكإذا كان في إيحاشهم أُنْسك. قال أحد الشعراء:
وإذا الدّيار تنكرت عنأهلها فدعِ الديار وأسرع التحويلا ليس المقامُ عليك حتماً واجباً في بلدةٍتدعُ العزيزَ ذليلا
وقد قيل: أحقّ البلدان بنزعك إليه بلد أمصّك حلبرضاعه. وقيل: احفظ بلداً أرشحك غذاؤه وارعَ حمى أكنّك قناؤه. وقيل: لا تشكّونبلداً فيه قبائلك، ولا أرضاً فيها قوابلك. قال أحدهم:
الفقر في أوطانناغُربة والمالُ في الغُربة أوطانُ والأرضُ شيء كله واحد ويخلف الجيرانجيرانُ
وقال غيره:
إذا نلتَ في أرض معاشاً وثروةً فلا تكثرن فيهاالنزوع إلى الوطنْ فما هي إلا بلدة مثل بلدةٍ وخيرُهما ما كان عوناً علىالزمنْ
ولأبي فراس:
والمرء ليس ببالغٍ في أرضه كالصقر ليس بصائدفي وكْره
وقال الطريفي:
أرى، وطني كعش لي ولكن أسافر عنه في طلبالمعاشي ولو لا أن كسب القوتِ فرضٌ لما برح الفراخُ من العشاشِ
أماماجاء في ذم السّفر والاغتراب، فقد ورد : السفر متعب مكرب والحديث يقصِّر ويسّليكربه. قيل لبعض الحكماء: إن السفر قطعة من العذاب. فقال: بل العذاب قطعة منالسفر، ونظمه مَنْ قال:
إن العذاب قطعة من السفر يا رب فاردد لي إلى ربقِالحضر
وكان الحجاج يقول: لو لا فرحة الإياب لما عذّبت أعدائي إلابالسفر. وكان بعض الحكماء يقول: السفر والسقم والقتال ثلاثة لثلاثة: السفر سفينةالأذى، والسقم حريق الجسد، والقتال يُثبت المنايا. وكان يقال طول السفر ملالة،وكثرة المنى ضلالة وكان رسول الهدى صلى الله عليه وسلم يتعوذ من وعثاءالسفر. جاء في المبهج للثعالبي: رُبَّ سفر كسقر. وكان يُقال: خمسة يُعذرونعلى سوء الخلق: المريض والمسافر، والصائم، والمصاب، والشيخ. وجاء في اللطائفوالظرائف للثعالبي: كان يقال: النُقلة مُثلة، والغُربة كُربة والفُرقة حرقة. قالبعض الحكماء: الغريب كالغرس الذي زايل أرضه وفقد شربه، فهو ذاوٍ لا يزهر وذابلٌ لايثمر. قال أحد الشعراء:
يا نفسُ ويحك في التغرّب ذلةٌ فتجرعي كأسالأذى وهوانِ وإذا نزلتِ بدار قوم دارهم فلهم عليك تعزّرالأوطانِ
قيل: الغريب كاليتيم العظيم الذي ثكل أبويه. فلا أم ترأمه ولاأب يرأف عليه. وكان يقال: عسرك في بلدك خير من يسرك في غربتك. ونظمه مَنْقال:
لقُرْب الدار في الإقتار خيرٌ من العيش الموّسع فياغتراب
قال البُّستي:
لا يعدم المرء كِنّاً يستكن به ومتعة بينأهليه وأصحابهْ ومَنْ نأى عنهم قلت مهابته كالليث يُحقر لمّا غاب عنغابهْ
جاء في المحاسن والمساوئ للبيهقي: الغُربة ذلة، فإن ردفتها علّة، وإنأعقبتها قِلَة، فتلك نفس مضمحلّة. قيل لأعرابي فما الغبطة؟ قال: الكفاية ولزومالأوطان والجلوس مع الإخوان. جاء في كتاب اللطائف والظرائف لأبي نصرالمقدسي: قول أحدهم:
ومَنْ ينأَ عن دار العشيرة لم يزلْ عليه رعودٌجمّةٌ وبروقُ
وقال العتابي:
فيا ابن ابي لا تغتربْ إن غربتي سقتنيبكفّ الضيّم ماء الحناظل
وكان يقال: الغريب كالوحش النائي عن وطنه فهو لكلرامٍ رميّة ولكل سبع فريسة، ولكل كلب قنيصةُ. وكانت العرب تقول: الغُربة ذلةوالذّلة قلّة وكان يقال: لا تنهض عن وكَرْك فتنقصك الغُربة وتضيمكالوحدة. قال الطائي:
نقِّل فؤادك حيث شئت من الهوى ما الحُبّ إلاللحبيب الأولِ كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأولمنزلِ
وقال آخر:
وإن اغتراب المرء من غير خلّةٍ ولا همّةٍ يسمولها لعجيبُ وحسب الفتى ذلاً وإن أدرك الغنى ونال الثراء أن يقالغريبُ
ختاماً أقول إن هذه بعض انطباعات وآراء الأدباء والعلماء والشعراءوالفلاسفة والمفكرين والفقهاء تجاه السّفر والاغتراب مدحاً أو ذمّاً، ترغيباً أوتنفيراً. وبَعْد، فهل أنت أخي القارئ مع أم ضد السّفر والاغتراب؟! وهل نلت فوائدالسّفر، وتجنّبت مساوئ الاغتراب؟!! | |
|