حلوة المبسم [[مــ ــشـــــرفــة]]
عدد المساهمات : 1025 نقاط : 13297 أًٍُلًٍتقًٍييمًٍ : 113 تاريخ التسجيل : 25/06/2012
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ
| موضوع: لنحمي أطفالنا من خطر التدخين... الإثنين أغسطس 27, 2012 6:21 pm | |
|
[size=21][size=21]يعد التدخين أكثر الآفات التي تؤثر على المجتمعات البشرية ومن أكثر سلبيات المدنية الحديثة، وتأثيره لا يقتصر على فئة واحدة دون أخرى من أفراد المجتمع، بل يؤثر على شرائحه كافة وجميع فئات العمر بطرائق مباشرة وغير مباشرة. وأسباب انتشار التدخين عديدة أهمها تأثر صغار السن بهذه العادة من والديهم أو عن طريق الدعاية القوية الموجهة إليهم مع ضعف الوازع الديني. وسأتطرق هنا بتركيز أكبر إلى جانب مهم إذا تم التعامل معه بالطرائق المناسبة فإن النتيجة المرجوة ستكون ذات فائدة كبيرة بإذن الله. إن هذا الجانب هو تركيز شركات التبغ باختلاف جنسياتها على إعداد برامج للدعاية لمنتجاتها بقوة ويكون تركيزها أكثر على صغار السن في سن المدارس، وهذا ما بينته بعض الدراسات العالمية والمحلية. إن مثل هذه العادة تجد البيئة الملائمة لها في تلك السن لتنمو ولكن بتستر حتى تتضح في سن أكبر. إن أهم تركيز شركات التبغ على صغار السن في الدعاية لمنتجاتهم يعود إلى الأسباب التالية: - إن شركات التبغ ووكلاءها يعرفون تمام المعرفة أن سني الدراسة الأولية (أي أقل من 18 سنة) تعد الأنسب للترويج للتدخين. وأغلب المدخنين بدأوا التدخين قبل سن الثامنة عشرة. فالدعاية الموجهة من شركات التبغ لا تثير الكثير من الانتباه لدى البالغين وإنما تلفت انتباه صغار السن وتجعل خيالهم الجامح البسيط يصور أن التدخين هو الذي سيفتح لهم المستقبل وأبواب الرجولة والأناقة! - اتجاه شركات التبغ إلى تصنيع بعض المنتجات المحببة إلى صغار السن مثل الحلويات والألعاب التي يكون لها شكل مشابه للمنتج (السجائر)، ونجد أن هذا المبدأ ينطبق على وكلاء تلك الشركات بما يرسخ اسم الشركة أو المورد في مخيلة صغار السن، والأمثلة على ذلك كثيرة لا نود التطرق إليها في هذا المقال. - اتجاه شركات التبغ إلى احتلال واجهات المحلات الكبيرة التي لها شعبية متميزة وهذا يلفت انتباه صغار السن أكثر من كبار السن الذين تشبعوا وملوا رؤية تلك المحلات. إن تركيز شركات التبغ على صغار السن لم يأت من فراغ بل بعد دراسات عديدة لنفسيات السوق والمدخنين وذلك من خلال المعلومات الإحصائية التي تدفع من أجلها الشيء الكثير وتجند لها أطقم من أفضل العلماء. وسبب ذلك أن شركات التبغ صارت تواجه حرباً شرسة من الجمعيات المضادة التي بينت مدى الضرر الناتج عن التدخين وكذلك إخفاء شركات التبغ في الستينيات الميلادية حقائق أكيدة عن أضرار التدخين الأمر الذي أجبرها على دفع تعويضات بملايين الدولارات. ونتيجة للحرب الشرسة تناقصت أعداد المدخنين، وتناقص عدد السجائر المدخنة من كل مدخن، وكذلك تزايدت أعداد الوفيات بين المدخنين إلى درجة كبيرة، جميع هذه العوامل دفعت شركات التبغ ووكلاءها إلى توجيه إعلانات دعاية تناسب صغار السن حيث هي الفترة الأنسب للحصول على مدخنين جدد؛ فمقدار التجارة المستفادة منهم تبلغ (1.2) بليون ريال الأرقام في ازدياد مستمر. أما لماذا أصبحت شركات التبغ - هذا الغول المخيف- ذات طاقة هائلة فيرجع ذلك إلى مدى انتشار التدخين عالمياً. حيث يقدر عدد السجائر المدخنة في كل سنة بأكثر من (600) بليون سيجارة وعدد المدخنين (1.1) بليون وأغلبهم في الدول النامية. كذلك الربحية العالية لصناعة التبغ، فقيمة كيلو من التبغ الخام تبلغ (10) ريالات ويكفي لتصنيع (1400) سيجارة، أي 70 علبة قيمتها تعادل (3000) ريال بالسعر المحلي. فصناعة التبغ تحقق أرباحاً تعد بالمليارات وهذا يبين عدم تأثرها بدفع بضعة ملايين كتعويضات لبعض المدخنين. إن اللوم يجب ألا يقع على شركات التبغ فقط، فوجودها سبب رئيس للتدخين، ولكن هناك جانب مهم ألا وهو وقفة المجتمع كافة ضد منتجات التبغ وذلك بزيادة الوازع الديني لتبيين حرمة التدخين. فالأبوان إذا كان أحدهما يدخن فسيكون المثال الرئيس لأبنائه كذلك المدرس والأخ الأكبر... جميعهم إذا دخنوا عند صغار السن سيساعدون على تنمية هذه الرغبة لديهم. كذلك وقفة المجتمع ضد ألاعيب شركات التبغ في الدعاية والإعلان لمنتجاتها بالطرائق غير المباشرة؛ من خلال دعمها بعض فعاليات المجتمع وحرصها على الظهور في بعض الفضائيات ووجود دعايتها وإعلاناتها في المجلات التي تدخل إلى الوطن. إن الجهود الموجهة لمحاربة التدخين هي بلاشك جهود حثيثة وإلى حد كبير موفقة فنجد أن وسائل الإعلام المحلية كافة تمنع بشكل كامل الدعاية الخاصة بالتدخين كما يمنع التدخين في قطاعات الحكومة كافة حسب توجيهات ولاة الأمر. ونجد أن الرسوم المفروضة على السجائر في ازدياد مطرد ونأمل أن تصل إلى المستوى نفسه الذي وصلت إليه في بعض الدول. (( أما على مستوى الجهود الموجهة لمساعدة المدخنين فنجد العيادات المكلفة بمكافحة التدخين في العديد من المناطق والتي لها جهود كبيرة، ونسبة نجاح المدخن في الإقلاع تتجاوز في أفضل الحالات أكثر من (50%) )).ولا يخفى علينا أيضاً أن هناك وسيلة مرافقة لعيادات مكافحة التدخين وهي المكافحة الوقائية عن طريق التوعية (( من نشرات وبروشورات وكتيبات وملصقات و cd ....إلخ )) لتبين أخطار الوقوع في التدخين وذلك بتوعية جميع شرائح المجتمع وخاصة صغار السن بمضار التدخين والوقوع في براثنه وصعوبة التخلص من إدمانه.وربما تكون مادة التربية الوطنية من أفضل الوسائل للتوعية في هذا المجال. والجانب الآخر هو وضع برامج التوعية المناسبة ضد الدعاية الموجهة لصغار السن من شركات التبغ؛ وذلك بمنع وسائل الإعلام التي تحتوي على الدعاية والإعلان المباشرين للسجائر والحيطة من الأساليب الملتوية للوصول إلى صغار السن. وإذا قرنت هذه الإجراءات بتوعية الطفل من قبل والديه من ضرر التدخين على الصحة وحرمته أيضاً؛ فإن النتيجة المتوخاة ستكون إيجابية لحماية الجيل الجديد من خطر التدخين.[/size][/size] | |
|